کد مطلب:109803 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:132

خطبه 085-صفات پرهیزکاری











ومن خطبة له علیه السلام

وفیها بیان صفات الحق جلّ جلاله ثمّ عظة الناس بالتقوی والمشورة

قَدْ عَلِمَ السَّرائِرَ، وَخَبَرَ الضَّمائِرَ، لَهُ الْإِحَاطَةُ بِكُلِّ شَیْءٍ، وَالْغَلَبَةُ لِكُلِّ شَیْءٍ، وَالْقُوَّةُ عَلی كُلِّ شَیْءٍ.

عظة النّاس

فَلْیَعْمَلِ الْعَامِلُ مِنْكُمْ فِی أَیَّامِ مَهَلِهِ، قَبْلَ إِرْهَاقِ أَجَلِهِ، وَفِی فَرَاغِهِ قَبْلَ أَوَانِ شُغُلِهِ، وَفِی مُتَنَفَّسِهِ قَبْلَ أَنْ یُؤْخَذَ بِكَظَمِهِ، وَلْیُمَهِّدْ لِنَفْسِهِ وَقَدَمِهِ، وَلْیَتَزَوَّدْ مِنْ دَارِ ظَعْنِهِ لِدَارِ إِقَامَتِهِِ. فَاللهَ اللهَ أَیُّهَا النَّاسُ، فِیَما اسْتَحْفَظَكُمْ مِنْ كِتَابِهِ، وَاسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ حُقُوقِهِ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْكُمْ عَبَثاً، وَلَمْ یَتْرُكْكُمْ سُدیً، وَلَمْ یَدَعْكُمْ فِی جَهَالَةٍ وَلاَ عَمًی، قَدْ سَمَّی آثَارَكُمْ، وَعَلِمَ أعْمَالَكُمْ، وَكَتَبَ آجَالَكُمْ، وَأَنْزَلَ عَلَیْكُمُ (الْكِتَابَ تِبْیَاناً لِكُلِّ شَیءٍ)، وَعَمَّرَ فِیكُمْ نَبِیَّهُ أَزْمَاناً، حَتَّی أَكْمَلَ لَهُ وَلَكُمْ ـ فِیَما أنْزَلَ مِنْ كِتَابِهِ ـ دِینَهُ الَّذِی رَضِیَ لِنفْسِهِ، وَأَنْهَی إِلَیْكُمْ ـ عَلَی لِسَانِهِ ـ مَحَابَّهُ مِنَ الْأُعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ، وَنَوَاهِیَهُ وَأَوَامِرَهُ، فَأَلقَی إِلَیْكُمُ الْمِعْذِرَةَ، وَاتَّخَذَ عَلَیْكُمُ الْحُجَّةَ، وَقَدَّمَ إِلَیْكُمْ بِالْوَعِیدِ، وَأَنْذَرَكُمْ بَیْنَ یَدَیْ عَذَابٍ شَدیدٍ. فَاسْتَدْرِكُوا بَقِیَّةَ أَیَّامِكُمْ، وَاصْبِرُوا لَهَا أَنْفُسَكُمْ، فَإِنَّهَا قَلِیلٌ فِی كَثِیرِ الْأَیَّامِ الَّتِی تَكُونُ مِنْكُم فِیهَا الْغَفْلَةُ وَالتَّشَاغُلُ عَنِ الْمَوْعِظَةِ; وَلاَ تُرَخِّصُوا لاَِنْفُسِكُمْ، فَتَذْهَبَ بِكُمُ الرُّخَصُ مَذَاهِبَ الْظَّلَمَةِ، وَلاَ تُدَاهِنُوا فَیَهْجُمَ بِكُمُ الْإِدْهَانُ عَلَی الْمَعْصِیَةِ. عِبَادَ اللهِ، إِنَّ أَنْصَحَ النَّاسِ لِنَفْسِهِ أَطْوَعُهُمْ لِرَبِّهِ، وَإِنَّ أَغَشَّهُمْ لِنَفْسِهِ أَعْصَاهُمْ لِرَبِّهِ; وَالْمَغْبُونُ مَنْ غَبَنَ نَفْسَهُ، وَالْمَغْبُوطُ مَنْ سَلِمِ لَهُ دِینُهُ، وَالسَّعِیدُ مَنْ وُعِظَ بِغَیْرِهِ، وَالشَّقِیُّ مَنِ انْخَدَعَ لِهَوَاهُ وَغُرُورِهِ. وَاعْلَمُوا أَنَّ یَسِیرَ الرِّیَإِ شِرْكٌ، وَمُجَالَسَةَ أَهْلِ الْهَوَی مَنْسَاةٌ لِلْإِیمَانِ، وَمَحْضَرَةٌ لِلشَّیْطَانِ. جَانِبُوا الْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبٌ لِلْإِیمَانِ، الصَّادِقُ عَلَی شَفَا مَنْجَاةٍ وَكَرَامَةٍ، وَالْكَاذِبُ عَلَی شَرَفِ مَهْوَاة وَمَهَانَة. وَلاَ تَحَاسَدُوا، فَإِنَّ الْحَسَدَ یَأْكُلُ الْإِیمَانَ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ، وَلاَ تَبَاغَضُوا فَإِنَّهَا الْحَالِقَةُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الْأَمَلَ یُسْهِی الْعَقْلَ، وَیُنْسِی الذِّكْرَ، فَأَكْذِبُوا الْأَمَلَ فَإِنَّهُ غُرُورٌ، وَصَاحِبُهُ مَغْرُورٌ.